شلال دم بقطاع غزة.. وتهجير قسرى للسكان
استشهاد قيادين بحركة حماس و8 صحفيين..وتدمير مذهل للمبانى السكنية والمرافق
القسام تستهدف عسقلان الإسرائيلية بالصواريخ ردا على إجبار المواطنين على النزوح
استُشهد مسئولان في حركة حماس، اليوم الثلاثاء، في غارة إسرائيلية على مدينة غزة وذلك في اليوم الرابع من أعنف جولة قتال.
وقال مصدر في حماس لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إن عضوي المكتب السياسي للحركة زكريا معمر وجواد أبو شمالة استُشهدا في غارة إسرائيلية على حي الرمال وسط غزة فجر اليوم.
ونعت حماس في بيان لها، كل من معمر وأبو شمالة، وقالت إن “رحيل قادتنا ومجاهدينا في درب الجهاد لن يزيدنا سوى قوة وعزما على المضي في مواجهة الاحتلال”.
وكان معمر يترأس مكتب العلاقات الوطنية في حماس فيما يشغل أبو شمالة رئاسة الدائرة الاقتصادية في الحركة.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إن معمر كان مسئولا عن اتخاذ قرارات في تنظيم حماس وإدارة العلاقات الداخلية والتنسيق مع التنظيمات الأخرى في القطاع، مشيرا إلى أنه من المقربين من زعيم الحركة في غزة يحيى السنوار.
وأضاف الجيش أن أبو شمالة أدار الأموال في حماس لتوجيه الهجمات داخل قطاع غزة وخارجه، ولعب أدوار أمنية وقاد عدة نشاطات بهدف المساس بمواطني إسرائيل.
وهذه أول عملية قتل تطال قيادات من الصف الأول في حماس منذ بدء جولة القتال الحالية يوم السبت الماضي.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن ارتفاع حصيلة الشهداء الفلسطينيين جراء هجمات إسرائيل على القطاع إلى 765 وأكثر من أربعة آلاف جريح.. ومن بين الشهداء 8 صحفيين فلسطينيين فيما لا يزال اثنين من الصحفيين في عداد المفقودين.
فيما قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان إن أكثر من 140 ألف فلسطيني نزحوا من منازلهم إلى نحو 70 مركز إيواء غالبيتها تابعة للأمم المتحدة.
وذكر البيان أن هجمات إسرائيل أدت إلى تدمير 168 مبنى سكني وأكثر من ألف وحدة سكنية بشكل كلي فضلا عن تضرر أكثر من 12 ألف وحدة سكنية منها 560 باتت غير صالحة للسكن.
كما وثقت منظمات حقوقية تدمير ما لا يقل عن 70 منشأة صناعية في مناطق متفرقة من قطاع غزة، بينما تعرضت 14 محطة مياه وصرف صحي لأضرار كلية وجزئية أدت لتعطيل الخدمات لنحو نصف مليون شخص.
ويأتي ذلك فيما قالت وزارة الداخلية في غزة إن طائرات حربية إسرائيلية أغارت عدة مرات على بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري ما يمنع مغادرة ووصول المسافرين.
وذكرت الوزارة أن الجانب المصري طلب إخلاء الموظفين من المعبر في ظل تهديدات بشن المزيد من الغارات عليه.
وأوردت مصادر طبية أن موظفين حكوميين اثنين على الأقل أصيبا بجروح في الغارات الإسرائيلية على معبر رفح الذي يعد المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة مع العالم الخارجي.
وقالت الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 200 ألف من سكان قطاع غزة نزحوا من منازلهم خوفًا على حياتهم أو بسبب تدمير منازلهم بفعل غارات إسرائيل الجوية.
ويلجأ معظمهم إلى مدارس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، التي تعرضت اثنتين منها على الأقل لأضرار بسبب الغارات الجوية في المنطقة.
وحذرت منظمات دولية من تبعات إعلان إسرائيل إغلاق قطاع غزة بشكل كامل وقطع سبل الوصول إلى الكهرباء والغذاء والوقود عن السكان “ما يؤدي حتماً إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي بالفعل”.
ويحصل سكان غزة الآن على الكهرباء لمدة 3 إلى 4 ساعات فقط في اليوم وهو ما يعيق قدرة المرافق الصحية على العمل وعلاج المصابين بحسب تلك المنظمات.
وكان مجلس الوزراء السياسي الأمني وافق مساء السبت الماضي على حالة الحرب على قطاع غزة، وبالتالي القيام بعمليات عسكرية واسعة ردًا على إطلاق حركة حماس هجومًا مسلحًا على إسرائيل أسمته بـ”طوفان الأقصى” ما أدى إلى قتل نحو 1000 إسرائيلي وأسر العشرات.
ومنذ ذلك الوقت نفذ الجيش الإسرائيلي على مدار الساعة آلاف الضربات الجوية التي استهدفت أحياءً سكنية ومبانٍ متعددة الطوابق مأهولة بالسكان في قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بلاغات متتابعة عن إطلاق رشقات صاروخية باتجاه جنوب ووسط إسرائيل بما في ذلك استهداف مطار “بن غوريون”.
وهددت الكتائب باستهداف واسع لمدينة عسقلان جنوب إسرائيل وطلبت من سكانها إخلائها وذلك ردا على “تهجير الاحتلال لسكان غزة وإجبارهم على النزوح من منازلهم”.
وصرح رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بأن معركة “طوفان الأقصى” هي “معركة فلسطينية القرار والتنفيذ”.
وقال هنية في بيان تلقت (د.ب.أ) نسخة منه، إن “هذا لا يقلل من قناعتنا بوجوب المشاركة والدخول في هذه المعركة من كل أبناء أمتنا، وفي مقدمتها قوى المقاومة”.
واعتبر هنية أن “الدمار والوحشية التي تمارسها حكومة إسرائيل ضد غزة تعكس النتائج المدوية التي أحدثتها ضربات القسام وفصائل المقاومة منذ بدأت معركة طوفان الأقصى”.
وفي ملف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس في غزة، ذكر هنية أنه تم إبلاغ كل الجهات بأن هذا الملف “لن يُفتح قبل نهاية المعركة، ولن يكون إلا بثمن تقبله المقاومة”.
فيما أعلن أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ عن اتصالات مكثفة لوقف “شلال الدم النازف” في قطاع غزة.
وصرح الشيخ في بيان، بأن “القيادة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس أجرت وتجري اتصالات مكثفة مع كل زعماء العالم، لوقف الحرب الإسرائيلية المدمرة على قطاع غزة فورا”.
وذكر الشيخ، أن الاتصالات “جارية لوقف شلال الدم النازف والتدمير المذهل والتهجير القسري”، مشيرا إلى أن القيادة الفلسطينية طالبت بإدخال المواد الغذائية والطبية العاجلة إلى قطاع غزة